منتديات الوادي الاخضر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نازك الملائكة - ديوان العرب

اذهب الى الأسفل

نازك الملائكة - ديوان العرب Empty نازك الملائكة - ديوان العرب

مُساهمة  مهند المسيباوي الأربعاء 10 فبراير 2010 - 10:21

نبذة عن حياة نازك الملائكة

ولدت الشاعرة نازك الملائكة في بغداد عام 1923م ، ونشأت في بيت علمٍ وأدب ، في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق أم نزار الملائكة وأبيها الأديب الباحث صادق الملائكة ، فتربَّت على الدعة وهُيئتْ لها أسباب الثقافة . وما أن أكملتْ دراستها الثانوية حتى انتقلت إلى دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 بدرجة امتياز ، ثم توجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاستزادة من معين اللغة الانكليزية وآدابها عام 1950 بالإضافة إلى آداب اللغة العربية التي أُجيزت فيها . عملت أستاذة مساعدة في كلية التربية في جامعة البصرة .

تجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، بالإضافة إلى اللغة العربية ، وتحمل شهادة الليسانس باللغة العربية من كلية التربية ببغداد ، والماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونس أميركا .

مثّلت العراق في مؤتمر الأدباء العرب المنعقد في بغداد عام 1965 .

آثارها : لها من الشعر المجموعات الشعرية التالية :

- عاشقة الليل صدر عام 1947.

- شظايا ورماد صدر عام 1949 .

- قرارة الموجة صدر عام 1957 .

- شجرة القمر صدر عام 1965 .

- مأساة الحياة وأغنية للإنسان صدر عام 1977 .

- للصلاة والثورة صدر عام 1978 .

- يغير ألوانه البحر طبع عدة مرات .

- الأعمال الكاملة - مجلدان - ( عدة طبعات ) .

ولها من الكتب :

- قضايا الشعر المعاصر .
- التجزيئية في المجتمع العربي .
- الصومعة والشرفة الحمراء .
- سيكولوجية الشعر .

كتبت عنها دراسات عديدة ورسائل جامعية متعددة في الكثير من الجامعات العربية والغربية .

نشرت ديوانها الأول " عاشقة الليل " في عام 1947 ، وكانت تسود قصائده مسحة من الحزن العميق فكيفما اتجهنا في ديوان عاشقة الليل لا نقع إلا على مأتم ، ولا نسمع إلا أنيناً وبكاءً ، وأحياناً تفجعاً وعويلاً " وهذا القول لمارون عبود .

ثم نشرت ديوانها الثاني شظايا ورماد في عام 1949 ، وثارت حوله ضجة عارمة حسب قولها في قضايا الشعر المعاصر ، وتنافست بعد ذلك مع بدر شاكر السياب حول أسبقية كتابة الشعر الحر ، وادعى كل منهما انه اسبق من صاحبه ، وانه أول من كتب الشعر الحر ونجد نازك تقول في كتابها قضايا الشعر المعاصر " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 ، ومن العراق ، بل من بغداد نفسها ، زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله وكادت ، بسبب تطرف الذين استجابوا لها ، تجرف أساليب شعرنا العربي الأخرى جميعاً ، وكانت أول قصيدة حرة الوزن تُنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا " وهي من الوزن المتدارك ( الخبب) . ويبدو أنها كانت متحمسة في قرارها هذا ثم لم تلبث أن استدركت بعض ما وقعت فيه من أخطاء في مقدمة الطبعة الخامسة من كتابها المذكور فقالت :عام 1962 صدر كتابي هذا ، وفيه حكمتُ أن الشعر الحر قد طلع من العراق ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي ، ولم أكن يوم أقررت هذا الحكم أدري أن هناك شعراً حراً قد نظم في العالم العربي قبل سنة 1947 سنة نظمي لقصيدة (الكوليرا) ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قد ظهرت في المجلات الأدبية والكتب منذ سنة 1932 ، وهو أمر عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين لأنني لم أقرأ بعد تلك القصائد في مصادرها " .
نازك الملائكة.. ونقد النقد

مصطفى عاشور

ولدت نازك صادق جعفر الملائكة في (غرة محرم 1342هـ= 23 من أغسطس 1923م) في بيت عرف بالعلم والأدب في بغداد، فأبوها من مدرسي اللغة العربية المتبحرين في علومها وآدابها، أما أمها "سلمى عبد الرزاق" فكانت شاعرة مجيدة ولها ديوان منشور بعنوان "أنشودة المجد".

تفتحت الموهبة الأدبية لنازك مبكرا فاتجهت منذ صغرها إلى دراسة الأدب القديم، واستفاضت في دراسة النحو وقرأت ودرست عيون التراث العربي اللغوي والأدبي، وكانت شديدة النهم للقراءة حتى إنها قرأت كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ في ثمانية أيام؛ وهو ما أصابها بمرض مؤقت في عينيها، وتحكي عن نفسها أنها كانت تشعر بالرهبة والخوف إذا لم تقرأ ثماني ساعات يوميا.

التحقت بدار المعلمين العالية وتخرجت فيها سنة (1364هـ= 1944م)، وفي عام (1367هـ= 1947م) نظمت أول قصيدة في الشعر الحر بعنوان "الكوليرا"، وقالت عن القصيدة بأنها "ستغير خريطة الشعر العربي".

- حصلت على الماجستير من الولايات المتحدة عام (1370هـ= 1950م) في الأدب المقارن وأجادت اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية، ثم عادت عام (1374هـ= 1954م) ثانية إلى الولايات المتحدة لدراسة الدكتوراة في البعثة التي أوفدتها الجامعة العراقية، واطلعت على الأدب الفرنسي والصيني والألماني والهندي.

- وبعد عودتها للعراق عملت بكلية التربية ببغداد سنة (1377هـ= 1957م)، ثم انتقلت إلى جامعة البصرة وتزوجت في عام (14384هـ= 1964م) من الأستاذ الدكتور "عبد الهادي محبوبة" رئيس جامعة البصرة.

- رحلت إلى الكويت مع زوجها وعملا بالتدريس في جامعة الكويت، ومنحتها الجامعة عام (1406هـ= 1985م) إجازة تفرغ للعلاج بعدما أصيبت بمرض عضال ثم عادت إلى العراق ومنها إلى القاهرة لتكمل علاجها الطبي بسبب نقص الأدوية في العراق بسبب الحصار الأمريكي. واتخذت نازك وزوجها وابنها الوحيد الدكتور "براق" القاهرة سكنا ومستقرا دائما.

- وبعد وفاة زوجها الدكتور "محبوبة" سنة (1422هـ= 2001م) عاشت في عزلة بعيدا عن ضجيج الحياة، مما حدا ببعض الصحف أن تنشر أخبارا عن وفاتها رغم أنها ما زالت على قيد الحياة.

- جمعت الدكتورة "نازك الملائكة" بين الشعر والنقد، ونقد النقد، وهي موهبة لم تتوفر إلا للنادر من الأدباء والشعراء، وأصدرت عددا من الدواوين والدراسات النقدية والأدبية، فمن دواوينها "عاشقة الليل" عام (1367هـ= 1947م) و"شظايا ورماد" عام (1369هـ= 1949م)، و"قرارة الموجة" عام (1377هـ= 1957م)، و"شجرة القمر" عام (1388هـ= 1968)، وجمعت دواوينها في مجلدين ضخمين ونشرا في بيروت. ومن دراستها النقدية "قضايا الشعر المعاصر" و"الأدب والغزو الفكري" و"محاضرات في شعر علي محمود طه" و"سيكولوجيا الشعر".

- وقد حصلت "نازك الملائكة" على عدد من الجوائز الأدبية منها جائزة الإبداع العراقي عام (1413هـ= 1992م) وجائزة البابطين للشعر.

- وكانت قصيدة "أنا وحدي" آخر قصائدها المنشورة التي رثت بها زوجها الدكتور "محبوبة".

توفيت يوم الخميس 21 من حزيران - يونيو 2007 في القاهرة، وقد نشرت الشرق الأوسط التقرير التالي عنها

رحيل نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحديث

تشيع في جنازة رسمية ببغداد القاهرة: جمال القصاص وأيمن حامد الدمام: عبيد السهيمي بيروت : سوسن الأبطح غيب الموت في القاهرة مساء اول من أمس الأربعاء، الشاعرة العراقية نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحر، عن عمر يناهز 84 عاما، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية وبعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة.

وأفاد منصور عبد الرزاق الملحق الثقافي العراقي بالقاهرة، بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمر بنقل جثمان الشاعرة الراحلة من القاهرة لتدفن في بلدها العراق في جنازة رسمية. وقدم المالكي العزاء إلى أسرة الشاعرة والى الشعراء والمثقفين العراقيين ووصف المالكي الشاعرة الراحلة بـ«ابنة العراق الغالية».

ولدت نازك الملائكة في بغداد في 28 أغسطس (آب) عام 1923 في أسرة محبة للثقافة والشعر، وتخرجت في دار المعلمين العالية ببغداد عام 1942، ثم التحقت بمعهد الفنون الجميلة وتخرجت في قسم الموسيقى عام 1948 وفي عام 1959 حصلت على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونسن بالولايات المتحدة، وعينت أستاذة في جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت. ومع تدهور الأوضاع السياسية في العراق غادرته الملائكة، وأقامت لبعض الوقت بعدة دول عربية، وفي عام 1989 اختارت الإقامة في القاهرة بشكل دائم، ورفضت العودة إلى العراق، وفي منزل بسيط بضاحية مصر الجديدة عاشت مع أسرتها الصغيرة برفقة زوجها عبد الهادي محبوبة، الذي توفي قبل عدة سنوات وابنها الوحيد البراق. وخلال تلك الفترة آثرت الملائكة العزلة والابتعاد عن الأضواء والمهرجانات الثقافية حتى أنها لم تحضر احتفالية التكريم، التي أقامتها لها دار الأوبرا المصرية في 26 مايو (أيار) عام 1999، بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة مسيرة الشعر الحر في الوطن العربي.

وحاولت «الشرق الأوسط»، الاتصال بنجلها الوحيد البراق، لكنه اعتذر عن عدم الحديث عن أمه الرؤوم ـ على حد قوله ـ لانشغاله بمراسم نقل جثمانها إلى بغداد، لكنه أفاد بأنه سيقيم لها مساء اليوم سرادق عزاء في أحد مساجد لقاهرة. دشنت نازك الملائكة عام 1947 بقصيدتها «الكوليرا» ما عرف بالشعر الحر في الأدب العربي، وقد كتبتها تضامنا مع مشاعر المصريين، الذين حصد هذا الوباء أرواح الكثيرين منهم، خاصة في الريف المصري، لكنها في الطبعة الخامسة من كتابها الشهير «قضايا الشعر المعاصر» أقرت بأن قصيدتها لم تكن قصيدة الشعر الحر الأولى، بل سبقتها قصائد نشرت منذ عام 1932. تركت نازك الملائكة تراثا شعريا وأدبيا مهما، بدأته بديوانها الشعري الأول «عاشقة الليل» عام 1947 ببغداد، ثم توالت مجموعاتها الشعرية ومنها: «قرار الموجة» 1957، «شجرة القمر» 1968، «يغير ألوانه البحر» 1977، «للصلاة والثورة» 1978. كما صدرت لها بالقاهرة عام 1997 مجموعة قصصية لفتت أنظار النقاد بعنوان «الشمس التي وراء الغيمة». وإضافة إلى كتابها النقدي الرائد «قضايا الشعر المعاصر» تركت نازك الملائكة عددا من المؤلفات الأدبية المهمة، منها دراسة في علم الاجتماع بعنوان «الجزيئية في المجتمع العربي»، «الصومعة والشرفة الحمراء» و«سيكولوجية الشعر». حصلت نازك الملائكة في عام 1996 على جائزة البابطين الشعرية.

وأثناء ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة بمصر في شهر فبراير (شباط) الماضي، طرح اسم نازك الملائكة ضمن الأسماء المرشحة للفوز بالجائزة، لكن لجنة التحكيم اختارت الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش ليفوز بتلك الجائزة. وكان رئيس اتحادي الكتاب المصريين والعرب محمد سلماوي، قد طالب الشهر الماضي بعلاج نازك الملائكة، كما أصدرت مجموعة من المثقفين والسياسيين العراقيين المقيمين في مصر بيانا قبل نحو أسبوعين، طالبوا فيه الحكومة العراقية بتولي علاج نازك الملائكة، إلا أن أسرة الشاعرة الراحلة سارعت بإصدار بيان نفت فيه تدهور صحتها، وأكدت عدم حاجتها إلى تدخل أي جهة في حياة الشاعرة الكبيرة. شوشة: أهم شاعرة عربية معاصرة في مصر نعى الشعراء والكتاب رحيل الشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة. وقال الشاعر فاروق شوشة إن الشاعرة العراقية الراحلة كانت أهم شاعرة عربية في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ ثبتت موقع الريادة للمرأة الشاعرة في حركة الحداثة الشعرية، عندما قاد زملاؤها في العراق السياب والبياتي والحيدري حركة التجديد الشعري. ويضيف شوشة أن الشاعرة الراحلة كان لها أيضا دورها النقدي المهم عندما كتبت عن هذه الحركة الجديدة في كتابها «قضايا الشعر المعاصر» شارحة أسباب هذه الحركة الجديدة ودواعيها ومستقبلها. كما كتبت مؤلفا نقديا مهما عن الشاعر علي محمود طه، كانت في الأساس مجموعة محاضرات ألقتها في مصر في مطلع الستينات. ويوضح شوشة أن الشاعرة الراحلة كان لها أيضا دور ثقافي باعتبارها من علامات التنوير في الحركة الثقافية المعاصرة، وقامت بترجمة نماذج عديدة من الشعر الإنجليزي لفتت فيه الأنظار إلى شعراء مهمين.

وعن خصائص نازك الملائكة الشعرية قال شوشة إنها كانت مولعة بالتأمل، نتيجة لطابع العزلة الذي كانت تعيش فيه، إذ كانت الشاعرة الراحلة انطوائية لا تميل للحياة الاجتماعية ولا للعلاقات الواسعة. وقال شوشة إن الشاعرة الكبيرة اختارت مصر لتكون وطنها في سنوات المرض الأخيرة، إذ كانت مرتبطة بالحياة الثقافية المصرية ارتباطا وثيقا وبقيت تعيش في شقتها بالقاهرة مع ابنها الوحيد البراق، تعبيرا عن حبها واعتزازها بمصر. أبو سنة: صوت مرهف وعقل نقدي بارز وقال الشاعر المصري محمد إبراهيم أبو سنة أن رحيل الشاعرة العراقية الكبيرة يعد خسارة كبيرة للشعر العربي المعاصر، إذ أنها واحدة من ثلاثة رواد بادروا إلى اقتحام ساحة الحداثة الشعرية، أما الآخران فهما بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي، وبهذا رحل الثالوث الرائد الذي غير وجه القصيدة في القرن العشرين.
ويضيف أبو سنة، أن نازك الملائكة كانت صوتا مرهفا وعقلا نقديا بارزا، امتلكت ناصية الثقافة العربية العميقة، وكذلك استقت من مشارب الثقافة الغربية، خاصة الإنجليزية والأميركية. ويتابع أبو سنة أن اتصال الشاعرة الراحلة بحركة التجديد مع زملائها السياب والبياتي لم يمنع بروز صوتها الأنثوي الخاص، الذي اتسم بهذه الرقة الفياضة في اللغة والصورة الشعرية النضيرة، والعمق في الإحساس بالأشياء، وهي خصائص تميز المرأة وتميز نازك الملائكة على وجه التحديد.

وقال أبو سنة أن الشاعرة العراقية أبدعت تسعة دواوين، وكانت قصيدتها الأولى بعنوان «الكوليرا» كتبتها في عام 1947، وعبرت فيها عن اهتمامها بالقضايا الاجتماعية والقومية بعد انتشار وباء الكوليرا في مصر ذلك العام، حيث بوحي من ضميرها الوطني هذا الحادث الاجتماعي لتكتب هذه القصيدة الرائدة.

ويضيف أبو سنة أن البعض رأى في نازك الملائكة شاعرة تقف على الأعراف بين حدود الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية، فهي لم تبحر بعيدا في ميدان الحداثة، واستطاعت أن تكبح جماح ثورتها الحداثية نحو إطار متوازن ومعتدل لا يقطع الصلة بين التراث وحركة الحداثة. ويرى أبو سنة أن نازك الملائكة قد تعجلت في محاولة وضع قواعد لقصيدة التفعيلة قبل أن تنضج هذه القصيدة، غير أن نازك ـ بحسب أبو سنة ـ كانت حريصة على القصيدة العربية، وكانت تخشى من انزلاق حركة الحداثة إلى نوع من الفوضى فبادرت بوضع قوانين وتنبؤات، ويضيف أبو سنة أن تحذير نازك الملائكة للشعراء من التورط في حداثة تميل إلى التجريب والتغريب كان تحذيرا في محله، لأن القصيدة انتقلت بعد ذلك إلى مرحلة التفريط والإفراط، وتميزت بالفوضى وصارت أطلال أشباح لنماذج مترجمة من الشعر الأجنبي.

- إيمان بكري: تركناها في عزلتها من جانبها قالت الشاعرة المصرية إيمان بكري إن نازك الملائكة كانت واحدة من أبرز الأصوات النسائية الإبداعية التي فرضت نفسها ووجودها وكان لها الفضل في ترسيخ حركة التجديد في الشعر العربي، كما تميزت بالشجاعة في طرح مشروعها الأدبي وسط كوكبة من عمالقة الشعر العربي الحديث، وهذا في حد ذاته انتصار للصوت النسوي في حركة الشعر الجديدة. وقالت إيمان بكري إن موت نازك الملائكة مأساة حقيقية، واستطردت قائلة إن الموت أمر مقدر على كل إنسان، لكن موت شاعرة العراق على هذا النحو هو المأساة ذاتها، إذ أنها عاشت كل تلك السنوات بيننا، لكن لم يحاول واحد إجراء حوار معها يغوص في مكنونات امرأة مبدعة كنا نريد الاستدفاء بوجودها بجوارنا. وتضيف بكري أننا أهدرنا فرصة كبيرة للولوج إلى عوالم نازك الملائكة، حتى أن كثيرين من الشعراء العرب والمنسوبين إلى الثقافة كانوا يعتقدون أنها رحلت منذ زمن بعيد. مشيرة إلى أنه من الخطأ ترك أي مبدع يقع في حالة الكآبة والعزلة، ولا بد من الالتفاف حوله ومساعدته في استعادة حياته الأدبية. وتضيف بكري أن شعر الراحلة تميز باستحداث الكلمات والتغيير في القالب الشعري، والتحدي وكسر التقليد الذي كان قد بدأ يأكل في الشعر العربي. كما تميز بالرقة والعذوبة والصدق في التعبير وخلق أجواء جديدة، غامضة في بعض الأحيان لكنها تشعل الوجدان وتحفز العقل.
كتاب سعوديون : نازك الملائكة مثلت تحولا شعريا مكتملا

اعتبر الأدباء والنقاد السعوديون رحيل الشاعرة العراقية نازك الملائكة، حدثاً بالغ الأهمية، وذلك لأهمية موقعها في الخريطة الشعرية العربية الحديثة، فالشاعرة تعد من أوائل الشعراء الذين كتبوا القصيدة العربية الحديثة، في ما يعد كثير من النقاد قصيدتها «الكوليرا»، التي نشرتها في عام 1947، الشرارة الأولى، للشعر العربي الحديث، التي فتحت باباً واسعاً للتجديد في الشعر العربي

- الملا: الملائكة كانت تعي دورها يقول الشاعر أحمد الملا، مدير نادي المنطقة الشرقية الأدبي: «وفاة الشاعرة العراقية نازك الملائكة، لها دلالتان: الأولى تاريخية والثانية حدثية، فالتاريخي في وفاة نازك الملائكة، لا يشك أحد في دور الشاعرة، في المسيرة الشعرية العربية الحديثة، حيث أن الشاعرة أسست لحركة التجديد الشعري العربي المعاصر، لكن ذلك لا يعني الريادة، لأن من يطلق الشرارة الأولى ليس بالضرورة أن يكون الرائد في هذا المجال، ومن يستحق لقب رائد هو من رسخ المبادئ بشكل أكبر، ولذلك هناك خلافات كثيرة حول مكتشف التجربة الشعرية الحديثة، لكن لا أحد يشك في أن الملائكة والشاعر بدر شاكر السياب لهما دور كبير في ذلك.

والموقف الآن لا يبحث في هذا المجال، بقدر ما يبحث في أهمية نازك الملائكة ودورها في التيار الذي عمل على مسألة التجديد الشعري والفكري العربي في هذا المجال، خاصة أن دورها لم يقتصر على كتابة الشعر فقط، وإنما بحثت في الجانب النقدي في هذه التجربة، من خلال كتابها الرائع والمهم «قضايا الشعر العربي المعاصر»، وهذا يعطي دلالة أنها كانت تمارس دورها عن وعي وليست صدى لتجارب أخرى.

ويضيف الملا: «أما في الشق الثاني، وهو الحدث (الوفاة) فمن الأسف أن تجد أحد المبدعين ينتهي بهذا الشكل وبدون أي تقدير، وفي مكان مجهول، بينما المتوقع أن يكون له اهتمام في حياته وما بعد مماته. للأسف اننا في العالم العربي والعالم الثالث عموماً نتذكر مبدعينا ونكرمهم بعد رحيلهم، ويكون حديثنا عنهم بشكل تطهيري وبشكل يوحي برفع اللائمة عن أنفسنا تجاههم، بينما في المجتمعات التي تحترم قدراتها وتحترم مبدعيها، تحتفي بهم في حياتهم وبعد مماتهم، فقبل موت الشاعرة كانت هناك مطالبات عديدة برعاية الشاعرة والاهتمام بصحتها، لكن لم يكن هناك التجاوب المأمول مع وضع الشاعرة من قبل المؤسسات المختلفة في الوطن العربي، وهذا ينسحب على كثير من المبدعين، الذين يكونون في أمس الحاجة إلى الرعاية والاهتمام، لكن ذلك لا يأتي إلا بعد فوات الأوان، وما نتمناه في كل حدث مثل هذا أن يتم الاهتمام بالمبدعين قبل وأثناء معاناتهم، وليس بعد رحيلهم».

- الزهراني: موتها انسحاب للشعر من المشهد العبثي الدكتور معجب الزهراني استاذ الأدب العربي بجامعة الملك سعود، بالرياض، والناقد الأدبي يقول: «تمثل نازك الملائكة، لحظة تحول مهمة جداً في الشعرية وكذلك سياق الشعرية العربية الحديثة، وهي بقدر ما القي الضوء حولها، ستظل هناك نقاط ملتبسة في هذا اللحظة التحولية المثيرة للأسئلة، فقبلها حاول بعض الشعراء المهجريين، احداث نوع من أنواع الثورة في لغة القصيدة العربية وفي موضوعاتها وفي أشكالها، ولكن أن تأتي نازك الملائكة وتشخص هذا التحول في قصائدها، وكذلك السياب، فهذا ما يثير الأسئلة، وفي اعتقادي أنه ما زالت هناك حاجة ماسة للبحث في لحظة التحول هذه، رغم ما كتب عنها من دراسات نقدية». ويضيف الزهراني: «الذي يثير اهتمامي الشخصي عندما أدرس الأدب العربي الحديث أو حينما أكتب موضوعا حوله، أن الموروث الشعري المكتنز في الذاكرة العراقية، سواء الفردية أو الجماعية أو المكانية، إلى الآن لم يبحث بشكل معمق، ونحن بحاجة إلى بحوث تغامر في هذا الاتجاه تماماً، كأن نقول إن ذاكرة السرد النثري عريقة في مصر، أو ذاكرة الشعر التقليدي بنوعية الفصيح والشعبي عريقة في الجزيرة العربية، هناك ذاكرة شعرية ثرية ومتنوعة في بلاد وادي الرافدين، واعتقد أننا بحاجة إلى دراسات معمقة في هذا المجال، ويجب أن تستصحب هذه الدراسات دراسات الفكر الفلسفي والأنثربولوجي الحديث، كشرط أساسي، إذ لا تكفي الدراسات النقدية والبلاغية المعتادة، وهذا من شأنه أن يلقي ضوءاً جديداً على هذا التحول، الذي وجد ناضجاً ومكتملا على يد نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، ولا يكفي أن نقول إنهما تأثرا بالشعر الأنجليزي، أو بفلان من الشعراء، هذا المقولات تريح الذهن من عناء البحث، لكن هناك حاجة إلى بحوث معمقة في المناطق المجهولة.

ويبين الزهراني، نازك الملائكة ربما تكون هي من دشن هذا التحول، وأعطى له مشروعية التسمية، لكنها لم تكن وحدها التي مثلت التحول في المستوى الجمالي، ربما يكون السياب مثل هذا الجانب بعمق وبجدية أكثر من الملائكة، لكن المصاحبة النقدية التي حاولت من خلالها الملائكة أن تتبعها في كتابتها المبكرة عن قصيدة التفعيلة، والشعر الحر، أيضاً مثيرة للتساؤل والاهتمام، لأنها محاولة جدية لوضع وتقنين جماليات هذه الظاهرة واستكشاف قوانينها، وربما نقطة ضعف نازك الملائكة أنها كانت مثل الحصان الذي يركض في فضاء الشعر، حيث كانت تركض باللغة إلى الأمام، لكنها عندما كانت تنظر تعود إلى الخلف، حيث كانت تستخدم الكثير من مفاهيم العروض التقليدية، وبالتالي كانت هناك مفارقة بين تنظيراتها ونصها الشعري، وهذا ما تنبهت له في كتاباتها المتأخرة نوعاً ما، لكنها تظل لحظة رمزية باهرة، ويلح أننا في أمس الحاجة إلى المزيد من البحوث للإلقاء الضوء على هذه اللحظة.

ويرى الدكتور معجب الزهراني، أن موت الشاعرة له دلالة تتسع لتشمل فضاءات مشرقية كثيرة، كأنما انسحابها هو موت سلمي، موت سعيد، كما يقول البير كامو في أحد كتبه، يقابل هذا الموت العنيف هذا الموت العبثي، الذي يكاد يفقدنا حس التعاطف معه لأن هناك من يمارسه بمنظور المقدس الوطني أو المقدس القومي أو المقدس الديني، وبالتالي هو موت عبثي يأخذ شكل الجريمة، بينما نازك الملائكة تلك الشاعرة المرهفة الرائدة ماتت بسلم وسلام، وكأنما هي تنسحب من مشهد لم يعد صالحاً للشعر.

* شعراء لبنانيون : ستبقى منارة مشعة > أحب من نازك الملائكة وجهها الأول، الوجه الشجاع والمغامر، من خلال «عاشقة الليل»، والمقدمة القوية للديوان، ومن خلال خروجها على النمطية الكلاسيكية في الشعر وتحطيم القيود في مجتمع محافظ جداً، كالعالم العربي والعراق. امتازت نازك الملائكة في تلك المرحلة الأولى بشجاعة ورؤيا، وبنبض إنساني وألم عال جداً، ثم اكملت الشعرية برؤيا نقدية من خلال كتابها عن القصيدة الحرة. وهو اول كتاب نقدي جريء عن معنى القصيدة الحرة، ومغامرة الشعر العربي المعاصر. بهذا الكتاب سبقت الجميع، لكنها بعد ذلك انتكست، وسيطر عليها الطابع العراقي المحافظ، وربما النجفي، فتراجعت عن مغامراتها التحديثية وعادت إلى الصراط المستقيم، والكلاسيكية، لتنتج قصائد، إذا ما قيست بالحداثة، فهي لا شيء، وإذا ما قيست بالكلاسيكية فمستواها متدن. وهنا دخلت نازك الملائكة في سجن من ظلمة الذات والسجن الاجتماعي حتى الموت. في البدايات، تقدمت نازك الملائكة على عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري، كانت أكثر جرأة منهم جميعا ومبادرة، وأكثر تقدماً من فدوى طوقان، وسلمى الخضراء الجيوسي، لكن الحداثة تحليق دائم، وهي لم تفعل وإنما طوت جناحيها ونامت، فنامت عنها عيون الشعر.

- الشاعر محمد علي شمس الدين: أحب منها وجهها الأول قبل ثلاثة أعوام، وقعت على نسخة عتيقة من أحد دواوين نازك الملائكة، موقع بخطها، وبقلم أسود سيّال، مهدى إلى الصحافي والمخرج فاروق البقيلي. سحرني اسمها على الديوان، واصفرار ورقه، وخطها الجميل، كالجزء الثاني من اسمها.

عدت إلى البيت لم أنم ليلتها، وانا أقرأ شعراً رومانسياً لسيدة دخلت أسطورة الأدب الحديث، كأول من كسر العمود الشعري، قبل ان تتوارى، مفضلة الحياة ربما على الكتابة، والسكينة او الوحدة أو الألم الصامت على مشقة الإبداع الشعري. «كأس حليب مثلج ترف»، أظنه مطلع بيت للملائكة في وصف القمر، حفظته من الكتاب المدرسي، وكنت كلما قرأت بيتاً في ديوانها المسحور، تلك الليلة، استعيد حالاتي الشخصية على مقاعد الدراسة، كما تأملت قاموسها الشعري، ولعبتها الماكرة من غير تصنع، المتعمقة دونما استغراق في غموض اللاوعي وتموجاته. لا أخفي اني قرأتها، برغبة من يحاول اكتشاف تاريخ أدبي للتحول الخارق الذي طرأ على القصيدة العربية في أربعينات القرن الماضي، عبر ما عرف بقصيدة التفعيلة والشعر الحر، قبل ان يتحقق الاختراق الأعظم والأرحب عبر قصيدة النثر، بآفاقها وامتداداتها اللامتناهية. على ان هذا لا يعني أن شعر الملائكة تركني محايداً، لجهة الجمال والصور التي رسمت في نفسي دوائر من الغيم، واقواس قزح لطيفة، وتلك السيولة القمرية التي تجري في حبرها كنهر أو ساقية سماوية. هذا العشق (الملائكي) لا يتسرب إليه شر إلا شر الألم واللوعة من العشق، رجلاً كان أم وجوداً أم ذاتاً، مألومة بالأسئلة، شعرية كانت أو فكرية.

- الشاعر جوزيف عيساوي: قرأتها كمن يحاول اكتشاف تاريخ أدبي > بغيابها تنطفئ منارة شعّت منذ نصف قرن، بجديدها في الشعر، قاله البعض تجديداً، ورأى البعض الآخر فيه ثورة على التقليد. غير أنني أجد في نازك الملائكة أصالة كلاسيكية نتعلم منها كيف يكون التجديد من داخل الأصول، وليس طفرة هجينة من خارج كل منطق وكل إرث. نازك الملائكة ستبقى في شعرنا العربي ضوءاً لا ينطفئ، لأن المنارة تبقى مشعة، ولو انطفأ نورها، لأن البحارة يعرفون مكانها غيباً وإليها يلجأوون. الشاعر هنري زغيب: منارة ولو انطفأت * شعراء لبنانيون : ستبقى منارة مشعة

- أحب من نازك الملائكة وجهها الأول، الوجه الشجاع والمغامر، من خلال «عاشقة الليل»، والمقدمة القوية للديوان، ومن خلال خروجها على النمطية الكلاسيكية في الشعر وتحطيم القيود في مجتمع محافظ جداً، كالعالم العربي والعراق. امتازت نازك الملائكة في تلك المرحلة الأولى بشجاعة ورؤيا، وبنبض إنساني وألم عال جداً، ثم اكملت الشعرية برؤيا نقدية من خلال كتابها عن القصيدة الحرة. وهو اول كتاب نقدي جريء عن معنى القصيدة الحرة، ومغامرة الشعر العربي المعاصر. بهذا الكتاب سبقت الجميع، لكنها بعد ذلك انتكست، وسيطر عليها الطابع العراقي المحافظ، وربما النجفي، فتراجعت عن مغامراتها التحديثية وعادت إلى الصراط المستقيم، والكلاسيكية، لتنتج قصائد، إذا ما قيست بالحداثة، فهي لا شيء، وإذا ما قيست بالكلاسيكية فمستواها متدن. وهنا دخلت نازك الملائكة في سجن من ظلمة الذات والسجن الاجتماعي حتى الموت. في البدايات، تقدمت نازك الملائكة على عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري، كانت أكثر جرأة منهم جميعا ومبادرة، وأكثر تقدماً من فدوى طوقان، وسلمى الخضراء الجيوسي، لكن الحداثة تحليق دائم، وهي لم تفعل وإنما طوت جناحيها ونامت، فنامت عنها عيون الشعر.

- الشاعر محمد علي شمس الدين: أحب منها وجهها الأول > قبل ثلاثة أعوام، وقعت على نسخة عتيقة من أحد دواوين نازك الملائكة، موقع بخطها، وبقلم أسود سيّال، مهدى إلى الصحافي والمخرج فاروق البقيلي. سحرني اسمها على الديوان، واصفرار ورقه، وخطها الجميل، كالجزء الثاني من اسمها.

عدت إلى البيت لم أنم ليلتها، وانا أقرأ شعراً رومانسياً لسيدة دخلت أسطورة الأدب الحديث، كأول من كسر العمود الشعري، قبل ان تتوارى، مفضلة الحياة ربما على الكتابة، والسكينة او الوحدة أو الألم الصامت على مشقة
الرد على هذا المقال
مهند المسيباوي
مهند المسيباوي
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً

ذكر عدد الرسائل : 75
الموقع : mohanad.iraq12@hotmail.com
العمل/الترفيه : mohanad.iraq12@hotmail.com
المزاج : يعني اضحك
تاريخ التسجيل : 07/02/2010

http://mohanad.iraq12@hotmail.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى